بالنسبة إلى آريين روبن، كانت اللحظة التي كان يخشى ألا يختبرها على الإطلاق. فبعد 19 يوماً على إصابته بتمزق عضلي كادت تقضي على أحلامه في المشاركة في كأس العالم FIFA، نزل الجناح الهولندي أخيراً إلى أرض المستطيل الأخضر في جنوب أفريقيا وسط التصفيق الحاد وإيقاع الفوفوزيلا التي أطربت مسامعه.
ولخصت ردة فعل الجمهور، كل شيء حيث أكد الجمهور من خلال مقابلة كل كرة يلمسها روبن، بالهتافات والتشجيعات أكان بالنسبة إلى أنصار المنتخب الهولندي أو الجمهور المحايد، بأنه يقدر موهبة روبن الذي كادت كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 تفتقدها.
ولكن لا أحد يشعر بالسعادة لعودة روبن مثل روبن نفسه. فقد كانت العودة اليوم إلى الملاعب بالنسبة لنجم بايرن ميونيخ بمثابة المكافأة للجهود المضنية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لتسريع عملية الشفاء، وقد اعترف بأن التجربة التي عاشها تستحق كل دقيقة ضحية قضاها.
وقال روبن لـFIFA "أنا سعيد، سعيد جداً. أعتقد بأنكم تعلمون كم بذلت جهوداً من أجل ذلك، وبالتالي فإن خوضي المباراة مساء اليوم كان امراً مميزاً بالنسبة لي. كانت تجربة رائعة ومتعة كبيرة أن أشارك في نهائيات كأس العالم. شعرت بأني شفيت تماماً وكنت جاهزا لخوض هذه المباراة فوق المستطيل الأخضر، لم أشعر بالإصابة إطلاقاً، وبالتالي أنا جاهز للمساهمة في خط الهجوم."
وإذا كان من شك وحيد حول هذا الأمر، فإن روبن أزاحه بشكل رائع من خلال مساهمته الفعَالة في هدف فوز منتخب بلاده. وكان ريجوبرت سونج يدرك تماماً بأن مهمته شبه مستحيلة لوقف اندفاع الجناح السريع شأنه في ذلك شأن الكثير من المدافعين الموسم الفائت. وقام روبن الذي نزل احتياطياً منتصف الشوط الثاني بمجهود فردي وانحرف يميناً قبل أن يطلق كرة قوية صدها القائم، قبل أن يتابع كلاس يان هونتيلار الكرة المرتدة داخل الشباك والمرمى مشرع أمامه، ليترك روبن يشعر بالحسرة.
وقال روبن "انه أمر مؤسف لأن كرتي لم تدخل المرمى، لكن صراحة انا سعيد كوني لعبت دوراً في تسجيل هدف الفوز. إنه شعور جيد أن تلعب دورا ما، بعد أن تكون قد غبت عن أول مباراتين."
ولا شك بأن روبن لم يكن متفرجاً سعيداً في مشوار منتخب بلاده ضمن المجموعة الخامسة، خصوصاً لأن مدربه بيرت فان مارييك لم يكن متحمساً لعودة سريعة إلى الملاعب. بيد أن روبن نجح في اختباره الأول بامتياز، ولا شك بأن اللاعب الهولندي الذي يحمل الرقم 11 في عجلة من أمره. هدفه المقبل مركز أساسي في المباراة المقبلة في دور الـ16 في مدينة ديربان ضد منتخب سلوفاكيا الذي حقق مفاجأة من العيار الثقيل اليوم بإخراجه إيطاليا بطلة العالم.
وقال روبن "ربما شكل هذا الأمر مفاجأة بالنسبة لكثيرين، لكن سلوفاكيا تملك منتخباً جيد جداً. لقد أثبت ذلك في السابق، وكرر هذا الأمر هنا. بالإضافة إلى أن المنتخبات الصغيرة أثبتت بأنها لم تعد كذلك في عالم كرة القدم. لقد كسب المنتخب السلوفاكي احترام الجميع، وليس وارداً على الإطلاق أن نستخف به. لقد كنا صريحين منذ بداية البطولة، بأننا سنقارب كل مباراة على حدة، والآن سنركز جهودنا على سلوفاكيا وسلوفاكيا وحدها. أنا أتطلع قدما لهذه المواجهة."
ولا ندري ما إذا كانت سلوفاكيا تشعر بالأمر ذاته لدى مواجهتها روبن المتجدد.